كتاب لا مزيد من الإنغماس في هموم الآخرين ميلودي بيتي PDF

 بالعودة إلى أوائل الثمانينيات عندما فكرت لأول مرة في تأليف كتاب عن الاهتمام المرضي
بشؤون الغير -عندما كنت أحاول جاهدة الخروج من أزماتي الشخصية واجتيازها- أقسمت أنه في حالة
معرفتي ما يحدث لي وما أحتاجه لأكون في حال أفضل، سوف أقوم بتأليف كتاب عن ذلك، ولقد قررت
ً أن يكون هذا الكتاب لطيف ً ا ودافئا وغير متخصص.
سوف يكون ذلك جيدًا؛ لأن ما أحتاجه بالفعل هو المعلومات والحنان، حيث كنت بحاجة إلى
ّ بشأن الآخرين.
ِ
المساعدة أثناء علاجي من الاهتمام المرضي
وبعد خمس سنوات جلست لكتابة هذا الكتاب وكنت قد انفصلت عن زوجي منذ عشر سنوات،
وقمت بعمل رحلة ترفيهية منذ أربعة أشهر لتساعدني أنا وأولادي «نيكول» و«شاني،» بينما كنت أقوم
بتأليف هذا الكتاب.
وعندما كنت أسأل نفسي كيف لي -وأنا لست خبيرة بهذا المجال- أن أقوم بمثل هذا العمل،
ولكنني كنت أطمئنها قائلة إنه من السهل أن أقول ما أفكر فيه لأن هناك عددًا قليًلا جدًّا من الناس
سوف يقومون بقراءته على أي حال، كما أنني قضيت الكثير من الوقت في كتابة المقدمة، ليس فقط
ً لتقديم الكتاب ولكن لتقديم مفهوم الاهتمام المرضي بشؤون الغير، وهو ما لم يكن مألوفا من قبل.
ُ والآن وبعد خمس سنوات، طلِب مني أن أكتب مقدمة سنوية لكتاب وصلت مبيعاته إلى أكثر
من 2مليون نسخة. ولقد سألت الناشرة وهي صديقتي أيضًا «ريبيكا بوست» من «هازلدون:» «ماذا
يمكنني أن أكتب في هذه المقدمة؟.»
فقالت: «تحدثي عن التغييرات التي حدثت للنساء، للناس في بلدنا، ولك أنت أيضًا، منذ أن
قمت بتأليف هذا الكتاب.»
فتساءلت: «ماذا حدث بعد حرب الخليج الأولى، وانهيار الاتحاد السوفياتي، وقضية هيل
توماس؟.»
وقمت بتشغيل التلفاز وكان موعد الفيلم الأسبوعي، إنني لا أستطيع تذكر اسم هذا الفيلم،
ولكنه يدور حول قصة فتاة في سن المراهقة تعاني من مشكلة إدمان الكحوليات، حيث إنها قد تعرضت
ً لجريمة اغتصاب تركت أثرًا سيئا على حالتها النفسية. وكانت والدتها الممرضة تحاول بكل جهدها
التحرر من علاقتها السيئة بزوجها وهو والد الفتاة. وطوال الفيلم كانت الأم والابنة تتحدثان بصراحة
عن سبب عدم محاولة كل منهما إنقاذ الأخرى، نظرًا لما لهذا السلوك من جوانب سيئة تؤثر عليهما