كتاب الوثنية والمسيحية مرحلة الصراع الحاسمة وإيقاف الأولمبيادات في العصر القديم عام 393 ألكسندر كرافتشوك PDF

في العصور القديمة أطلق على فترة الأعوام الأربعة التي تفصل بين المهرجانات، اسم الأولمبياد، كما أطلقت هذه التسمية على المباريات ذاتها، وإن كان هذا نادراً، والآن يستخدم هذا المصطلح بمعنيين، وإن كنا عندما يقال أولمبياد، غالباً ما تعني المباريات وحدها. كما وأن الأمر لا يقتصر على المباريات الرياضية وحدها، بل يشمل التنافس في شتى أنواع المهارات العلمية، ومن هنا يمكن فهم عنوان هذا الكتاب على نحو مزدوج: كرواية عن وقائع المهرجان الأخير في أولمبيا القديمة، أو كتاريخ للأعوام القليلة الفاصلة ما بين المهرجان الأخير وما قبل الأخير. سيحدث هذا الكتاب كما يشير العنوان عن مرحلة لاحقة جاءت بعد الأولى في تاريخ الأولمبيادات باثني عشر قرناً، حيث حلت نهاية أولمبيادات الحقبة القديمة. وبمعنى آخر فإن هذا الكتاب يتحدث وبلغة هادئة عن المرحلة الأخيرة من الصراع الوثني المسيحي، في المجالات كافة، في الفكر والفلسفة والروحانيات، وينقل نبذاً من ذاك الجدل بين الجانبين كالذي يتعلق بالحياة اليومية والجسدية كالنظافة والاستحمام مثلاً…

ومن ثم ينتقل إلى العنف الذي، رغم أنه يمثل شيئا كريهاً بالنسبة للنزعات الإنسانية، يمثل الأداة الحاسمة في المنعطفات التاريخية، يتحدث كم جر هذا العنف من دمار لصروح الفن وأمّات الفكر إلى حين وحتى الروح أصابها شيء من الدمار. ومع هيباتا الوثنية، المرأة المثقفة، والتي كان يجلها حتى بعض من أعدائها المسيحيين، إلى حد ناداها فيه أحد الأساقفة: “يا والدتي وشقيقتي ومعلمتي وولية نعمتيي” مع هيباتا التي كانت ضحية من ضحايا دائرة العنف التي عصفت آنذاك، معها تسترجع البشرية في شيخوختها كم أنها ارتكبت من حماقات، ويسترجع القارئ بعضاً من شذرات التاريخ المهمة عند واحد من أهم المنعطفات في حياة البشرية ونعني بها نهاية الصراع الوثني المسيحي.