كتاب الموجز في منهج البحث العلمي في التربية والعلوم الانسانية سيف الإسلام سعد عمر PDF

أولى آياته القرآنية تتعلق بالعلم والتعلم» ابتدأ بها الله قرآنه بالتتزيل»
مؤصلاً به شريعة الإسلام» شريعة العلم والهداية في التناول والاطلاع»
وفي البحث والتقصي لحقائق العلوم ودقائق المعارفء وفي مختلف
الميادين العلمية والروحية» والأمنية والتطبيقية» والنظرية.

وتؤصل شواهد التاريخ الإنساني مساهمات المفكرين والعلماء
المسلمين في ميادين الفكر الإنساني علماً ومنهجاً. ولعل شواهد الغزارة
العلمية لعلماء المسلمين تنقلنا إلى التدليل على أصالة الفكر العلمي
الإسلامي في تأصيله لقواعدٍ وأصولٍ مناهج البحث العلمي» القائم على
الاستدلال» أو الاستنباط أو الاستقراء أو الاسترداد أو الملاحظة.

والمفكرون المسلمون هم الذين أرسوا قواعد البحث العلمي في
المنهج القائم على الملاحظة والتجربة والتأمل العقلي والتحديد الكمي.
ولقد أضفى علماء المسلمين على اهتماماتهم العلمية في الحفز والتناول
والأسلوب ضرورات الالتزام بالتقيد بمنهج علمي ثابت؛ وواضح» أصلوا
قواعده ومبادئه وخطواته؛ يلتزم بها الباحث في التحري لأي حقائق
علمية؛ وشعارهم التقيد بالموضوعية في الدراسة؛ والنقدء والكتابة والصياغة؛ والتقييم» واستخلاص النتائج بعيداً عن مؤثرات العاطفة
والتجردات الشخصية» والأهواء.

ولذا تقتضي الموضوعية إلمام الباحث بقواعد المنهج العلمي وخطواته
في الإعدادء الصياغة؛ والإخراج» على اعتبار أن منهج البحث يعني في
حد ذاته قانون المحاولات الدراسية والإعدادية والتقييمية؛. وعلى أسس»
وقواعد موضوعية وشكلية سليمة ومتعارف عليها؛ وضمن إطار علم يشمل
مناهج البحث المختلفة» وطرائقه» وأساليبه» وبالنسبة إلى مختلف العلوم
الإنسانية النظرية» والتطبيقية وضمن أصول وقواعد هادية؛ ومنظمة للفكر
والعقل في التناول والصياغة؛ وفيما يعرف بالمنهج العلمي السليم في
البحث.