كتاب المختصر الحديث في علم المواريث محمد مصطفى صدور PDF

 فإن علم المواريث علم عزيز لا يعلم بقدره إلا صاحب علم و ذو همة، وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل هذا العلم، فقد أخرج النسائي قوله صلى الله عليه وسلم : ” تعلموا القرآن وعلموه الناس، وتعلموا الفرائض فإني امرؤ مقبوض، و إن العلم سيقبض، وتظهر الفتن، حتى يختلف الاثنان في الفريضة لا يجدان من يقض ي بها”.
وقد قمت بإجراء عدد من الدورات المتعلقة بالمواريث، ووجدت ضيق ًا في تكليف الدارسين ببعض المقررات لصعوبتها على المبتدئين، وبعضها لعدم شرحها الشرح الوافي الذي يرجع إليه الطالب في دراسته.

فعزمت ولله الحمد،- مع إجراء الدورة الأولى من دورات دبلوم المواريث الذي تم احداثه بالتعاون مع رابطة علماء ودعاة سوريا، ومعهد الأنوار الجامعي التابع للرابطة، و بتصديق معهد الإمامة والخطابة التابع للجامعة الإسلامية بمنيسوتا- أن أستخلص من مقررات الدورة التي توزعت على أكثر من كتاب، المختصر الحديث في علم المواريث 

ً، أن أستخلص مقررًا مختصرًا وجامع ًا وأنبه أن الكتاب لا يغني عن مدارسته مع شيخ متقن لهذا العلم، كما أشكر
فضيلة الدكتور طارق خوالدة عميد المعهد العالي للأئمة والخطباء على ما قدمه
لنا من تسهيلات في اعتماد هذا الدبلوم.
و أضفت في هذا الكتاب بعد كل مبحث الطريقة الحديثة التي أوجدها
الفرضيون المعاصرون، ليتيسر على الطالب الحصول عليها في كل باب، كما
تغافلت عن بعض الأمور واضع ًا إياها على صيغة سؤال في الأنشطة ليقوم
الدارس بالبحث والنقاش مع المدرس، أو لعدم الحاجة العملية لها، كما أنني لم
أقسم الكتاب بالطريقة العلمية إلى أبواب وفصول ومباحث حتى لا يتشعب
الطالب والدارس، وجعلته أقرب إلى الكتاب المدرس ي.
و أوص ي طالب العلم في الفرائض بما يلي:
▪ الإخلاص لله تعالى، لأنه شرط لقبول الأعمال، و هذا العلم كما أخبر
علماؤنا أنه علم عزيز لا يناله إلا المخلصون، ومن يخلص فيه سيرى
في إتقانه.
ًا
عجب
▪ المثابرة و الملازمة، و يتأتى ذلك من متابعة الدروس والتيقظ في
حضورها، والعلم أن الطريق الشاق يبدأ بخطوة، و لا يتعجل التصدر
و الفتيا.
▪ تقييد الفوائد وعدم التفريط في أي ملحوظة يسمعها من المدرس أو
يقرأها في كتاب يتصفحه حول هذا العلم.
المختصر الحديث في علم المواريث
9
▪ ملازمة الأقران الصالحين الراغبين بهذا العلم، و المتقنين له، فهو
يساعد على محبة العلم والرغبة به.
و أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالص ًا لوجهه الكريم، و أن يكرمنا
بالخير، إنه ولي ذلك و القادر عليه