شهدت الساحة الأردنية في الفترة الأخيرة تطوراً ملموساً في تشريعات ضريبة الدخل فكان القانون 24 لسنة
2 والذي اعتمد أسلوب التقدير الذاتي ثم القانون الدائم في 57 لسنة 1985 وما رافق ذلك من تعليمات
وإرشادات لتوضيح وتفسير هذه القوانين وكيفية التطبيق وتوعية المواطن الأردني بأن يأخذ دوره في دعم
ومشاركة الدولة في تمويل أهدافها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؛ فكان لا بد من توضيح الجانب
العملي التطبيقي في قوانين الضريبة؛ وما هي الأرباح والإيرادات الخاضعة للضريبة والمصروفات
المقبولة ضريبياً والأعفاءات الضريبية ؛ فقمنا بعون الله وحمده بوضع هذا الكتاب في المحاسبة الضريبة
طبقا لقانون ضريبة الدخل رقم 57 لسنة 1985 وتعديلاته من القوانين رقم 4 لسنة 1992 والقانون المعدل
لقانون ضريبة الدخل رقم 14 لسنة 1995 والقانون رقم 25 لسنة 2001 والتعليمات اللاحقة به والأمثلة تم
حلها طبقاً للقانون المعدل رقم 25 لسنة 2001 وذلك ليكون مرجعاً لطلاب المحاسبة في الجامعات وكليات
المجتمع وللعاملين في مجال ضريبة الدخل من الموظفين في القطاع العام والمدراء الماليين والمحاسبين
والمدققين القانونيين والمحامين والباحثين ولجميع العاملين في هذا المجال؛ وإنني أقدم شكري وتقديري لكل
من مد لي يد المساعدة مهما كانت صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة في مدلولهاء وأنني أهيب بهؤلاء جميعاً
بأن قدموا لي أي تعليق أو انتقاد بناء؛ يعملون على تطوير هذا المرجع واقتنائه ؛ ومهما بذل الإنسان من
جهد فلن يصل إلى درجة الكمال في أي شيء » لأن الكمال لله وحده؛ وإليكم جميعاً أقدم شكري وتقديري
وبكم وإياكم نسير في الدرب الصحيح السليم.
تعتبر الضريبة المصدر الأساسي والرئيسي الذي تعتمد عليه الدولة في تسديد نفقاتها العامة وهذا هو المفهوم
الحديث للضريبة؛ وقد جاء هذا المفهوم عبر تطور الأجيال وحسب المراحل التالية:!!”
1- مرحلة عدم الاستقرار:
عندما كان الإنسان يعيش ضمن جماعات منتشرة في بقاع الأرضء ومتنقلة من مكان إلى آخرء ولم تكن
هناك مرافق مشتركة؛ واحتياجات مالية تستلزم فرض الضرائب؛ حتى أن الأمن والدفاع عن القبيلة كان
يقوم بها أفرد القبيلة بدون فرض مبالغ مالية من قبل رئيس القبلية متحملين الأعباء المالية لوحدهم.
2- مرحلة الاستقرار:
بدأت هذه الجماعات تتمركز في منطقة معينة على شكل جماعات وظهرت الحاجات المشتركة والمرافق
المشتركة والدفاع عن الأمن وفض الخلافات بين أفراد الجامعة الواحدة والجماعات الأخرى حينئذ اضطر
رئيس الجماعة إلى الاستعانة بالهبات والأموال والتبرعات التي يقدمها الموسرون من أبناء جماعته وكذلك
العمل التطوعي من أفراد الجماعة.
3- مرحلة الحضارة وظهور الدولة:
مع ظهور الحضارة وتطورها وظهور نزعة الناس إلى جمع الأموال وحيازتها وضعف الروابط الجماعية
بين أفراد الأمة الواحدة أدى ذلك إلى فرض التكاليف الإلزامية على الأفراد
أولاً: كالخدمة العسكرية وحماية الأمن والنظام والقيام بالأعمال الجماعية مثل شق الطرق وبناء الجسور
إلغ.
وثانياً: على الأموال وذلك عن طريق فرض الرسوم على منفعة خاصة يجنيها الأفراد مثل الرخص
ومزاولة الحرف والمهن.
4- ازدياد مهام الدولة:
تكاثرت احتياجات الحكام الخاصة والعامة؛ ومع نقص الأموال لديهم عمدوا إلى فرض الضرائب على
الرعية وجبايتها بكل الوسائل حتى ولو لم تكن تحقق هذه الضرائب منفعة خاصة تعود على الأفراد لقاء ما
يدفعونه من أموال؛ وبذلك أصبحت التكاليف العامة تفرض على المعاملات؛ والبضائع والسلع والأكل
باعتبارها ضرائب مباشرة؛ يدفعها الأفراد بدون أن يكون هناك منفعة شخصية مقابل لها.
5- ظهور مهام الدولة الحديثة
مع تطور الدولة الحديثة وازدياد مهامها والتزاماتها العامة ونفقاتها مع تقدم الحضارة أصبحت عوائد
الضرائب غير المباشرة غير كافية لسد نفقاتها فعمدت إلى فرض الضرائب المباشرة؛ ويدفعها المكلف على
اعتبارها واجباً قويماً ووطنياً وتضامنياً يؤهله بالاشتراك في أعباء الحكم ومنافعه
تعريف الضريبة
اختلف علماء الاقتصاد والمال في توضيح الطبيعة الحقوقية للضريبة فمنهم من وصفها “بأنها علاقة تبادلية
تعاقدية بين الفرد والدولة”