كتاب الحرب الإلكترونية فيصل محمد عبد الغفار PDF

ُعَذُ ظهور ثورة تكنولوجيا الإلكترونات واستخدامها في الأغراض العسكرية – نقطة تحؤّل
كبيرة؛ سواء في فنّ الحرب» أو في إدارة الصراع المسلّح. فقد أخَذت أسلحة القتال الحديثة
ومعداته مكان الصدارة في حسم أي صراعٍ مسلّح. وخاصة أسلحة الهجوم الجوي الحديشة؛
لاعتمادها على نُظم السيطرة والتوجيه الإلكتروي. التي تمكُنها من تنفيذ المهام المطلوبة منها
بكفاءة. وإصابة أهدافها بدقّة عالية؛ نظرًا لاستخدامها نُظُمَ ووسائل الكشف والتوجيه
والتحكّم. وقيادة النيران وتصحيحها لاسلكيًا؛ وراداريً؛ وحراريًا؛ وليزريًاء وتليفزيونيًا. وهي
النُظم التي يستوي تشغيلها واستخدامها ليلاً ونهارًا. هذا إضافة إلى النُظم الحديثة
والمتقدّمة للتصوير التليفزيوني باستخدام آلات التصوير ذات الحساسية العالية. التي يُمُكنها
العمل في مستوى الضوء المنخفض بكفاءة ودقَة عاليتين.

كانت أساليب الحرب الإلكترونيّة تستعمل منذ بداية هذا القرن. وبالأخص عندما
استُخْدِمت أجهزة الاتّصالات اللاسلكية في الحروب. ولكن منذ الحرب العالمية الثانية أصبّح
موضوع الحرب الإلكترونية محل الاهتمام. من حيث المعدات والأماليب.

تفيد المصادر أن أوّل عمليَّة في مجال الحرب الإلكترونية كانث في عام 1905م خلال الحرب
الروسية اليابانيّة في معركة (هدسنطهدها). عندما كانت سفن الاستطلاع اليابانية تُراقب الأسطول
الروسي عن كثب» وترسل جميع المعلومات بالراديو إلى القيادة الرئيسية اليابانية. وفي هذه الأثناء
التَقَط أحد قادة الا و لجان الإرسال الموجود

بزورقه؛ لإعاقة تلك الإرساليات. ولكن طبه قُوِلَ بالرفض من قبَّل القيادة الروسية. فاستمرٌ
إرسال المعلومات الروسيّة. وبعد فترةٍ وجيزةٍ استطاع أحد قادة الزوارق الروسيّة – دون إذنٍ
مِن قيادته – التشويضّ على هذه الإرساليات. ولكن بعد قَوَات الأوان؛ إذ كانت المعركة قد
وفعت وخَسرها الروس!

أمَّا في الحرب العالميّة الأولى. فقد استُعْمِلَت أجهزة الانّصالات وأجهزة نل معلومات
الاستطلاع بكثرة؛ إذ استطاعّت إحدى السفن الإنجليزية عام 1914م أن تُرسل بالراديو
معلومات عن تحرّك بعض القطّع الحربية الأمانيّة في البحر الأبيض المتوسطء ولكن بعد أن
رصّد الألمان تلك الإرساليات. تمكّنوا من التشويش الكامل عليها.

وفي عام 1916 وضّع الإنجليز بعض موجدات اتجاه الإرسال قرب الأسطول الألماني. وخلال
معركة” جوتلاند “حدّدت تلك الأجهزة موقع الأسطول. وأبَلَعَت القيادة الإنجليزية بذلك.