كتاب التخاطر عن بعد والاستبصار قوة العقل و الارادة غاي ليون بليفير PDF

يتحدث بليفير عن نظرية تحاول أن تشرح الآلية التي تحدث فيها هاتين الظاهرتين بأن كلاهما يتطلب مرسلاً ومستقبلاً.. حيث يكون المرسل في حالة إستثارة وتنبه أدريناليني.. ويكون المستقبل في حالة إسترخاء من تنبه كوليني. ما معنى ذلك ؟ حسناً، الأمر بسيط.. الأدرينالين هو الناقل العصبي الخاص بحالات الإستنفار.. ويفرزه الجسم “الغدة الكظرية” في حالات الخوف والخطر. ويؤدي إلى تسارع نبضات القلب، توسع حدقة العين زيادة معدل التنفس.. وغيرها.. وعندما نقول أن المرسل في حالة إستثارة وتنبه أدريناليني أي أنه في حالة الشعور بالخوف أو الخطر أو ما يحاكيهما. وهناك ناقل عصبي مقابل للأدرينالين يسمى بالأسيتايل كولين وهو يؤدي وظيفة عكسية تماماً عن الأدرينالين؛ تباطؤ ضربات القلب، تضيق حدقة العين وتباطؤ معدل التنفس.. ومعنى أن يكون المرء في حالة إسترخاء من تنبه كوليني لا بد من أنه غدا واضحاً الآن. وإضافة إلى ما سبق هناك شرط إضافي أو بالأحرى تأويل إضافي لحالة الإسترخاء الكوليني وهو يتلخص في وظائف شطري العقل.. فالنصف اليميني من الدماغ هو المسؤول عن عملية الإستقبال.. بينما يعد تدخل النصف اليساري مخرباً لعملية الإستقبال لأن النصف اليساري هو المسؤول عن عمليات التأويل وهي بالعادة تغطي الرسالة المراد إستقبالها.. وهناك بعض التقنيات التي بدورها تقوم على تحييد دور النصف اليساري من الدماغ ومنها الإنهماك في عمل روتيني لا يحتاج إلى تفكير حتى ينشغل النصف اليساري بروتينية العمل بينما يتفرغ النصف اليميني لاستقبال الرسالة. وهناك أيضاً حالات الإسترخاء التام أي تلك الحالة التي يكون فيها المرء قبل الدخول في النوم.

يقر بليفير أن ما سبق هو تقريباً معظم ما هو معروف عن تلك الظاهرة. وقد يسأل سائل لماذا أتحدث وكأن تلك الظواهر هي أمر مسلم فيه وليست خدعاً يقوم بها بعض الناس. وأقول إن هذا الكتاب يتحدث عن حالات مسجلة ومثبتة من قبل علماء في علم النفس وغيرها من العلوم كما أن ملاحظات بليفير تفسر عملياً الكثير من الحالات التي قد نكون أنفسنا شهداء عليها.. ألم يحصل مع أحدنا أن شهد قلقاً غير مبرر ومفاجيء لأم على أحد أولادها ويتيبن لنا فيما بعد أنه فعلاً كان في حال تستدعي القلق ؟ ألم يحدث عند بعض من تعرفون شعور غامض بأنه يتعين عليه الذهاب لمكان ما دون سبب ظاهر –على الأقل هو لا يعرف السبب- ليتبين له حين ذهابه أن خليله في ضيق أو مصيبة ؟