كتاب الإنفصال المديد كيف أخرت الشريعة الإسلامية الشرق الأوسط تيمور كوران PDF

كتاب الإنفصال المديد كيف أخرت الشريعة الإسلامية الشرق الأوسط تيمور كوران PDF ، على موقع المكتبة نت لـ تحميل كتب PDF .

لو ُسئل مثقفون مختارون لا على التعيين أن يفسروا تشكل الاقتصاد الحديث في أوروبا الغربية الشمالية، لا في
حوض المتوسط الشرقي، لكان جوابهم المعتاد هو المقارنة بين المرونة الغربية والصرامة الإسلامية. سيقول كثيرون
إن الإصلاح البروتستانتي وعصر النهضة وعصر الأنوار، حررت الممالك المسيحية من عقيدة الكنيسة وأطلقت
العنان للإبداع والابتكار. أما العالم الإسلامي، فلم يستطع أن يحرر نفسه من قيود ال ُعرف الديني. لطالما قيل إن
الإسلام يعارض الابتكار، وأن هذا هو الذي جعل البنى الاجتماعية المسلمة مقاومة للتكيف والتقدم.
لئن كان هذا التفسير الشائع يحوي شيئًا من الحقيقة، فإنه لا يجيب عن سؤال اختلاف درجة التكيف بين
العالمين. إذا استُطيع التغلب على العناصر الاقتصادية الرجعية في المسيحية، فما الذي منع الشرق الأوسط من
التغلب على الآثار الاقتصادية العائقة في الإسلام؟ لمَ لمم تنتشر التفسيرات الدينية الحديثة المؤسسة للتحديث
الاقتصادي في الشرق الأوسط إلا بعد لأي؟ يغيب عن هذا الجواب أي ًضا الدقة في وصف الآليات الإسلامية التي
يقول إنها تعيق التطور الاقتصادي.
عندما شرعت في دراسة هذه الآليات، لم أجد عم ًلا واح ًدا يلجأ إليه ال ُقراء المهتمون بدراسة تحليلية واسعة.
لقد درست أجيال من العلماء البارزين فترات محددة ومراحل محددة ومؤسسات محددة وأقاليم محددة. جرت
أي ًضا محاولات كثيرة مرموقة لقياس الأداء الاقتصادي في العالم الإسلامي، أجرى بعضها بعض مؤرخي الاقتصاد
المقارن، وبعضها الآخر مختصون في الإسلام أو الشرق الأوسط. ولكن هذه المحاولات وإن وصفت الأنماط
الاقتصادية الملا َحظة، فإنها ركزت على الأعراض لا على الآليات المسببة، إلا فئة قليلة منها. إن ملاحظة قلة مبالاة
المسلمين في القرن السادس عشر بالتقدمات الأوروبية في النشر ملاحظة لع َرض من أعراض المشكلة، وليست
تفس ًيرا لعملية التخلف الممتدة. إذا أردنا تفس ًيرا دقي ًقا، لا بد أن ندرس لمَ لم تنشأ مجموعة قوية بما يكفي تدعو إلى
العمل بهذه الابتكارات التي نشأت في أوروبا. كذلك فإن ملاحظة استعمار الإمبريالية الأوروبية للشرق الأوسط
ملاحظة لع َرض متأخر من أعراض التخلف، لا تأخذ بعين الاعتبار العطالة الاقتصادية التي أدت إلى الخضوع
السياسي.
يسعى هذا الكتاب أي ًضا إلى تفسير تحول الشرق الأوسط من منطقة متقدمة إلى منطقة متخلفة اقتصاديا
ولا يقتصر على وصف الأحكام الصارمة. في محاولتي لبناء حجة موجزة تركز على عدة آليات محورية، تجنب ُت
إغراق القارئ بالتفاصيل الموجودة في المصادر المتخصصة. قد يمتعض بعض المؤرخين، ومنهم أصحاب الأعمال
التي لم يكن لهذا الكتاب غنًى عنها، من التعميمات في الكتاب، لذا أريدهم أن يعلموا أن مقصد هذا الكتاب مختلف عن معظم كتب التاريخ. لا تعنينا التفاصيل والاختلافات هنا إلا بقدر ما تضيء على تفسير الارتداد الذي عاشه
الشرق الأوسط 

تحميل كتب لـ  تيمور كوران PDF