«إدارة الخراب»، كتاب جديد للوزير غازي العريضي يقدم فيه مقاربة نقدية لعالم عربي آخذ في التشكل من جديد، ولكن على أسس من الخراب وبعناوين مستهلكة خاوية، عقيمة، مدمرة، تظهر بصورة سلفية تقليدية وسلطوية دكتاتورية يدور حولها السؤال: من أين جاء كل هذا الخراب؛ ومن صَّنع هذا الإرهاب؟ في هذا الكتاب كتابات وقراءات وتحليلات وشواهد على دور الإدارة الأميركية في التخريب وعلى لعبة الأمم الخطيرة التي تدمر كل شيء وعلى مسؤوليتنا نحن فيما يجري. لقد تحولنا- يقول المؤلف- إلى مراقبين، إلى شهود، إلى فئات مصدومة محرومة مظلومة قلقة على مصيرها ومستقبلها. فلا يجوز أن نكون أسرى نظريات المؤامرة. فهي موجودة بالتأكيد لكن علينا معرفة التعاطي معها. وهذا ما لم نجده. نحن غرقنا وانزلقنا ووقعنا في كل الأفخاخ التي نصبت لنا ولا أحد يحاسب ولا نزال في المسار ذاته. لا أدري – يتابع المؤلف – أي مستقبل ينتظر أولادنا من التجارب. تقودنا عواطفنا وغرائزنا وعصبياتنا فلا تكون مواقفنا واقعية وثمة من لا يزال محكوماً كما أكرر دائماً لتحليلات التمنيات ينتظر من أميركا وغيرها فعلاً أن ينقذنا ويغيّر شيئاً في واقعنا دون أن يكون هؤلاء على استعداد لتغيير ما في أنفسهم!!
عن أيّ خرابٍ يتحدث في كتابه؟ ومن يدير هذا الخراب؟ قال العريضي في حديث لـ»الجمهورية»: «عن الخراب الماثل أمامنا في كل المنطقة والذي تديره الإدارة الأميركية فهي تدير العملية ويشارك كثيرون فيها وفي تدمير المنطقة»، متابعاً «أمّا أهل المنطقة فالبعض منهم أسير نظرية المؤامرة ولا يعرف كيف يتعامل معها والبعض الآخر انزلق وغرق فيها والبعض تسيِّره الأحقاد والغرائز». وأشار العريضي إلى أنّ «في ظل لعبة الأمم استُدرجت كل الدول إلى الأراضي العربية من ليبيا إلى سوريا».
وعن الذي يحول دون تمدّد الخراب واتساع رقعته، قال العريضي «يجب أن نتمتع بحدٍ أدنى من الوعي لحماية ما تبقى في المنطقة»، مكملاً «لست متفائلاً فالقرن الماضي بدأ بوعد بلفور وباتفاقية سايكس بيكو وسبق أن كتبت كأننا أمام قرن يثبّت وعد بلفور ووجود اسرائيل بتوفير حرب مفتوحة وكل الضمانات لتفوّقها السياسي الأمني الاستراتيجي وتعديل سايكس بيكو… وهذا ما يجري للأسف».
وسأل: «هل بقي شيء من الوعي أو الاحتكام إلى العقل وقراءة المسألة بوضوح لنعرف كيف نحافظ على ما تبقى في المنطقة؟» وعبّر العريضي من جديد عن تشاؤمه قائلاً «أرى أنّ المنطقة ذاهبة إلى مزيد من الحروب والمشاكل والدمار والخراب».