كتاب إبصار العين في أنصار الحسين عليه وعليهم السلام محمد بن الشيخ طاهر السماوي PDF

إن تقدم كل أمة من الأمم ورقي كل شعب من الشعوب بكثرة الرجال البارزين بأحساسهم وشعورهم وتوفر مزايا أبطالهم المتميزين بكل صفة من صفات التقدم على حسب ملاءمة الأذواق وموافقة الطباع لكل عصر من العصور ووقت من الأوقات وفي كل زمن تظهر نفائس الأعمال.

لا تزال هذه الشخصيات الفذة مظاهر الفخامة والعظمة ومركز المجد والكرامة ومحور الآثار الكريمة، ولا تزال نفوس الأحرار منبع المآثر المحمودة الخالدة وينبوع السجايا والكرامات الباقية بعبات الأحقاب والدهور.

لقد كانوا فتية آمنوا بربهم وزادهم الله تعالى هدى ورضي لهم الشهادة خاتمة والجنة موئلاً، وبقوا في سفر التاريخ وسيرته صفحة مشرقة وضاءة.

رجالٌ سمت بهم الهمم الغالية إلى إقتحام الأهوال وهانت عليهم المخاطرة بالنفس والنفيس في سبيل حياة المجد التليد وأبقاء الذكر الجميل الخالد، فأستحسنوا التضحية بأنفس الأشياء عندهم وأغلاها وأجلها قدراً وأعلاها.

وما كان موكب رجال الحسين (عليه السلام) إلى كربلاء إلا موكب الشهادة يستحث الخطى إلى الجنة، يعبُد طريقها بالجسوم ويرصفها بالأرواح، ويبلل ثراها بالدماء الزكية.

وهلّم بنا لننظر إلى بعض تلك الشخصيات الكثيرة ووجوه من الوجوه والأعيان الملمح إليهم في طي كلام العلامة السماوي والمشار إليهم في كتابه الموسوم (أبصار العين في أنصار الحسين عليه وعليهم السلام).