كتاب أوراق الورد رسائلها ورسائله مصطفى صادق الرافعي PDF

 رسائل الرافعي الأدبية العشقية فقد بلغ غايته فيها في “رسائل الأحزان”، أما في أوراق الورد فإنني وجدته أقل إبداعا وأقل معنى، وأظنه قد أتى على أكثر حصيلته من المعاني فيما يخص العشق في كتبه “رسائل الأحزان”، “حديث القمر” و “السحاب الأحمر”، فكانت “أوراق الورد” مكررة في كثير من معانيها وأوصافها.

وأوراق الورد في مجملها جيدة، والرافعي مجيد فيما يكتب غير أنه تتخللها ما لم أستسيغه كقوله ص49: “ولو ولدت الكهرباء التي هي سر النور لكانت أسرار عينيك”، فما حاجته إلى ذكر الكهرباء ولو أن الكهرباء كانت شيئا ربنايا كالصاعقة مثلا أو البرق لربما كانت تُقبل، ولكنه وضعها موضع لا يفهم منه إلا الكهرباء التي تسري في الأسلاك، فأي شاعرية في هذا؟!، إنه ابتذال وأي ابتذال بل إنه أضر بالمعنى الذي بنى عليه معناه هذا، فحينها يكون نور وجهها محض نور مصباح!! فأين هذا من وصف وجه المرأة بالشمس أو القمر كما فعل في “حديث القمر”، وأين هي الكهرباء بما يعمل الإنسان فيها من القدرة الربانية المحضة فيهما وما يشتمل عليه معناهما من العلو والتفرد وما شابه.

وفي ص76 يقول: “أترى يا قلبي كأن هذا القمر في الحب (تلسكوب) يكبر نوره العواطف”، فلا أرى حاجة لذكر لفظ أعجمي وإن كنت لا أعارضه على إطلاقه لكن كلما كان كاتب النص رائع كلما عيب عليه ما قد لا يعاب على غيره، أضف إلى ذلك أن التليسكوبىفي واقع الأمر يقرب لا يكبر بينما المجهر يفعل ولفظة التعظيم تكون هنا أدق وأقزى في معناها، فلو قال “مجهر يعظم العواطف” لبلغ المعنى الذي أراد ولكان اللفظ عربيا فصيحا قريبا إلى النفس.

وفي ص77 بيت يقول فيه: “وراحة الخلد تأتي في أشعته = تبغي في الأرض من في الأرض يبغيها”، والصحيح عروضيا أن يقول ” تبغي من الأرض من في الأرض يبغيها” ولعله خطأ مطبعي .. والأخطاء المطبعية غير قليله للأسف في مطبوعات دار الصحوة.

وفي ص96 يقول “من كونها هي في قلبه يشعر أن الكون فيه، حتى ليقول في وحيه للجبال الراسية على أعضاد الأرض: آلمتنى يا أعضائي”، وهو كلام مبتذل ومعنى نفتعل انتشر اسلةبه في غير موضع من الكتاب يذكرني بمعاضلة نزار قباني للمعاني حين يرغب في مبالغة لم يبغها غيره، ورغم كون معناه فيه من الجودة إلا أنه قد يشتبه فيه وصفها أو وصف ما يجده بالثقل، وهذا مما يسيء للمعنى.