كتاب أراء حديثة في تفسير نمو الطفل وتربيته نوري جعفر PDF

تبدآ رعاية الطفل – في الدول المتقدمة المعاصرة – منذ
المرحلة الجثينية وذلك عن طريق رعاية الحامل جسميا
ومن الناحية الانفعالية بالدرجة الاولى والاهم . وهذا
يتضع بالاهتمام المتزايد بغذائها – كمأومن الناحية
النوعية – وبتخفيف اعباء العمل الجسمي واحاطتها
بمشاعر الرافة والحنان والرضى وبتزويدها بالارشادات
٠الصحية‏ الضرورية للمجافظة على سلامتها وسلامة
الجنين . وقد اثبتت علوم الطب المعاصرة ان العمل التى
تحظى بالرعاية الصحية تسهل في العادة عليها عملية
الولادة . كما انها ايضا تلد طفلا اكثر تكاملا . وثبت من
الجهة الثانية ان كثيرا من الحالات التى يولد الطفل فيها
ضعيفا او متخلفا تعود جذورها في الاضل الى وضعية جسميا وعقليا وانفعاليا من الناحية الاجتماعية
ويحصل العكس عندما يولد الطفل ممسوخا او ضعيفا أو
يتعرض للتشويه والضعف بعد الولادة ‏ والطفل يرتبط –
اوثق الارتباط بمطامح الأسرة وامانيها في تحقيق
المستقبل الافضل . الاطفال هم « زينة حياة الدنيا » والمنزل الذي
يفتقر الى الطفل تبدى عليه امارات الكآبة والبؤس وربما
الانشقاق والتمزق . وكذا الحال في المنزل الذي يتعرض
الطفل فيه للمرض او التشويه , والأسرة بصورة عامة
والام على وجه التخصيص – تغمرها السعادة عندما يولد
الطفل سويا يتمتع بنوم هادىء عميق ويتناول الثدي
بشكل طبيعي ومألوف ويتمو نموا متواصلا ومتوازتا الحامل المتردية . كما ان كثيرا من العاهات الجنينية –
:التي كان يظن في السابق انها حالات باثولوجية وراثية –
تعود بعد التحليل الدقيق الى عوامل بيئية رديئة بالامكان
تلافيها. ويأتى – في مقدمة ذلك – ان تصاب الحامل
ببعض الامراض الحادة او عند تناولها بافراط بعض
العقاقير الطبية او المشروبات الكحولية والتدخين او عند
تعرضها لحالات انفعالية سلبية عنيفة او بفعل سوء
التغذية من حيث الكمية والنوع. او بفعل الارق .