رواية ساعي البريد يدق الباب دوما مرتين جيمس مولاهان كين PDF

الرواية التي صدرت عام 1934، وصنفت على أنها رواية جريمة قائمة على حبكة سايكولوجية، أو ضمن نمط من الروايات عرفت بالروايات السوداوية التي تتميز بجو محبط مصحوب بتركيز على الخلطة السحرية بين الجنس والعنف التي تقود الحبكة الدرامية وتسيطر على أغلب تفاصيل الرواية، وقد تحولت الى فيلم سينمائي حقق نجاحا كبيرا.

علامة كاملة للرواية؛ لأنها بديعة وتسلسل الأحداث فيها متصاعد وغير متوقّع والجانب النفسي يحمل أكثر وأكثر مما يظهر، أما النقص للترجمة، ولم يكن هناك داع لاستخدام اللهجة الدارجة وبعض الاختيارات الأخرى في التلاعب بالحروف في حوارات إحدى الشخصيات لنقل إحساس معيّن لم يكن ذا جدوى، وبدل أن تؤدي عملها بمساعدتي على الانغماس في القراءة -كما يُعتقد بالقرار المُتخَذ من المترجِم- فقد كانت تفصلني عنها. لم يكن قرارًا موفقًا. وسأضطر لقراءة العمل بلغته الأصلية. وسوف أشاهد الأعمال السينمائية العديدة المقتبسة منه.

رواية كثيفة تحتمل أكثر مما يظهر فيها وربما هذا سبب تميّزها. الرغبة، الشر، الخير، مختلطًا بالحُب والخيارات الخاطئة وثيمات لا تحصى ستجدها هنا.

الكاتب ابدع في رسم الاحداث والشخصيات والحبكة. الراوي الوحيد للاحداث هو البطل الضد فرانك تشامبرز والذي نتعرف على الاحداث من وجهة نظره فقط. تشامبرز شخص افاق، متشرد، يميل للانحراف والخيانة والاجرام. لكنه لا يحاول ان يبرأ نفسه او يتملص من افعاله، فهو على بصيرة من انحطاطه الخلقي الذي يقوده نحو الهاوية. يقع فرانك في حب امرأة رخيصة، يحركها الطمع والجنس ويتفقان على قتل زوجها اليوناني الأصل للاستحواذ على أمواله. الكاتب يقدم وصفا محكما للجريمة والمحاكمة التي تنتهي ببراءة الزوجة بعد لعبة قانونية تخلصها من حبل المشنقة. السرد في هذه الرواية يجري بسلاسة واغلب النص حوار يسرده علينا تشامبرز ونستشف من خلاله سيكولوجية الشخصيات وغرائز العدوان والجنس التي تحركها كالدمى. من المذهل ان تاتي رواية قصيرة من مئة صفحة بهذا التكامل المتالق فتحولت الى نص سينمائي لاكثر من مرة، ومسرحية وعمل للاوبرا وما زالت تحتل مكانها ضمن قائمة افضل مئة رواية باللغة الإنكليزية في القرن المنصرم.