رواية حارس الخديعة خالد خليفة PDF ، افتح الباب ورائي، اخلع من قدمي أخطاء الحذائين، وأدخل خديعة المدينة. أعرش على النوافير، أرى صورتي في الماء. وجهي رجراج، أتأكد من صحوي، من قلقي. أمد يدي، أنتقي من الطحالب الأخضر الباهت، اللون الذي أحببته حين كان يترامى ثياباً وشاشاً في صندوق أمي الموضوع بعناية فائفة في صدر الغرفة مثقلاً برائحة النفتلين ومدججاً بالأقفال.
في الثانية عشر ليلاً أنتقي عناق الصفر وأدخل دمشق، حيث القلاع مهدمة والقباب مستكينة تحت أكداس الغبارن يتراءة لي جسر فكتوريا مظلة للوقت وهمزة للبيارق المنكسة، فأكور الجهات بأصابعي وارمي بأوراق النعي لصدأ المدينة.
المدينة التي جثمت على بواباتها سبعة قرون وفي يدي صورة الملكة، غطاني الغبار، داستني حوافر آخر رسل الخلفاء العباسيين، ومن ثم العثمانيين. سرقوا ردائي، عصبوا عيني وقالوا: انتظر سبعة قرون أخرى.
مرت جحافل الترك ثم الفرنسيين ثم ما لست أدري، جميعهم تأكدوا من إقفال عيني ومن عريي وفمي الطامح بالنمل وأذيال ثوبي المهترئ وقالوا: دعوه سبعة قرون، صرخت مرة -مرة واحدة فأتت دروب النمل إلي قالت: هات قدمك، قلت: سأخلع أخطاء الحذائين وأتزوج الملكة. قالوا: ادخل، قلت: البوابات مقفلة. قالوا: ادخل.
نهضت، نفضت ثيابي وتذكرت صورة الملكة، النشيد الوطني، دخلت من الباب -الباب الذي من فراغ، اصطدمت بجدار أو نيزك أو…. ضحكوا وبكيت على أني نسيت شكل أصابعي وطعم الخطوة، بكيت حتى طفحت مثانات ذكورهم، نهضت قامة مسروقة من الاستقامة وأمام ذلك الجدار تبولت بهدوء من يقطف وردة. كان النمل يتشاور، كان الكل يتشاور، الحراس والجموع ذات الوجوه المسطحة، والحشود التي لم أرها إنما سمعت أصوات لغطها البعيد تعلن: سبعة قرون على البوابة. وصوت آخر يتعالى: سبعة قرون أخرى ستتناساه الكائنات الأخرى ويفقد هيكله العظمي.
كتب الكترونية PDF مميزة اخترناها لكم :
تحميل كتب PDF أخرى لـ خالد خليفة PDF
تحميل رواية حارس الخديعة خالد خليفة PDF
وباستثناء القراءة ، ما كان لي من مهرب آخر أستطيع اللجوء اليه – فيودور دوستويفسكي
موقع المكتبة.نت لـ تحميل وتنزيل كتب PDF مجانية :
- تم جلب الكتاب كباقي الكتب الأخرى من الأنترنت ، والكثير منها ليس له حقوق ملكية .
- في حالة وجود حقوق ملكية لكتاب معين المرجو التواصل معنا .
- اذا لم يعمل معك رابط التحميل المرجوا إخبارنا في التعليق أسفله .
- نحن غير معنيين بالأفكار الواردة في الكتب .
نرحب بكل استفساراتكم وارائكم عبر وسائل التواصل أسفله :
- صفحة : حقوق الملكية
- صفحة : عن المكتبة
- عبر الإيميل : [email protected]
- عبر : الفيسبوك
- عبر الإنستاغرام : إنستاغرام