كتاب تنوير الرب الإله في دعوى التباين بين كلمة الرب والإله وليد صلاح الدين الزير PDF

الحمد لله الأزلي السرمدي ذاتا وصفاتاء هو إلهنا وهو ربناء وحده لا شريك له؛ له
الألوهية والربوبية بصفاته العليا وأسمائه الحسنى» هو ربّنا وخالقنا حتى قبل أن يخلقناء
وهو إلهنا حتى قبل أن نعبده» وأصل وأسلّم على رسول الله سيدنا محمد الذي بلغْنا
توحيدا واحداء وبيّنه خير بيان. وجعل كل معانيه في شهادة أن لا إله إلا الله؛ وعلى آله
الأطهار وصحبه الأبرار الذين بِلَغُوا التوحيد كما بُلغُوه دون زيادة أو نقصان» ومن تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد فلا يزال ابن تيمية -رحمه الله- يشغل الناسٌ بمذهبه وقضاياه ولاسييا تلك
التي أثارت جدلا واسعا قدييا وحديثا كنظريته في تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام وهي:
توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات. فقد كثر الكلام جدا حول
هذه النظرية» وذلك لما لها من آثار كثيرة وخطيرة» إذ عليها بنى ابن تيمية وأتباعه أحكاما
كثيرة في تكفير الناس فضلا عن تبديعهم وتضليلهم.

فلا جرم أن الناس في عصرنا اهتموا بنظرية ابن تيمية هذه في تقسيم التوحيد
وكتبوا في ذلك كتبا كثيرة سواء للانتصار لها أو للرد عليهاء ولقد كنت ممن اهتم بهذه
النظرية بحيث إني خصّصت لا جزءا كبيرا من رسالتي للدكتوراه؛ والتي كانت بعنوان
«ضوابط الاجتهاد واتجاهاته المعاصرة»» والتى تناولت فيها الاتجاهمات الفقهية المتعددة في
عصرناء وخصصت الباب الرابع منها للاتجاه السلفي» وتكلمت عن مفاهيمهم الأربعة
وهي: السلف» والبدعة؛ والتقليد؛ والشرك» وتكلمت عن كل منها في فصل خاص
مركزا في كل ذلك على الجانب الفقهي» فمثلا كنت قد ناقشت في الفصل الرابع الآثار
التتمية الرة عل دن   ني ممظمها مسائل تتعلق بالقبور كالسفر لزيارتهاء والصلاة والدعاء عندهاء والتبرك والتوسل والاستغاثة بهاء
ونحو ذلك من المسائل التي جعلها ابن تيمية وأتباعه شركا أو ذريعة إليه؛ أي أنها صارت
عندهم مسائل عقدية تمس التوحيدٌ؛ وليست مسائل فقهية كما كان متعارفا عليه؛ وحين
تبين لي أن ابن تيمية يبني حكمه في هذه المسائل على نظريته في تقسيم التوحيد كان لا بدلي
من أن أدخل في نظريته هذه فطال بي المقام فيها بحيث كتبت في نظريته هذه حوالي أربعمئة
صحيفة دون أن أستقصي الكلام حولا.