حفلت كتب التراث بطائفة من الآداب التي ينبغي مراعاتها أثناء عيادة
المريض. وهي من الواجبات الاجتماعية التي حرص عليها المجتمع لما لها من آثار
إيجابية على نفسية المريض وايضاً نتائج إيجابية تعود على المجتمع ككل, فمعظم
المرضى يكون املهم في الشفاء قوياً اول مرضهمء ملؤهم الثقة أن ما أصابهم إنما
هو عارض سيزول سريعاً؛ وقد يطول الشفاء أو يعد ويلح المريض أنه لا يجدي معه
الدواءء عند ذلك تتسلل الهواجس إلى نفسه فتاتي الهموم والأحزان حتى يضعف
آمل المريض بالشفاء ويوقن بقرب الوداع, وهو مع ذلك معتزل عمله معتكف في بيته
أو في المستشفى يعاني آلام المرض, وآلام الوحدة.

عند ذلك يحتاج المريض إلى لمسة حانية او بسمة مشجعة. تُعيد له الأمل
وتقوي فيه الرجاء, فتخفف عنه بعض ما يجد؛ من هنا كانت زيارة المريض مرة بعد
مرة لها آثار نفسية طيبة على المريض إلى أن يشفى بإذن الله من مرضه. وكم ييُسرٌ
المريض إذا اعجزه المرض واقعده عن قضاء حوائج بيته ان يجد له إخواناً يسارعون
إلى مساعدته ويقدمون له كل عون. ويبذلون له كل مساعدة.

وما كانت حالة المريض تتطلب له الراحة التامة بعيداً عن كل ضيق أى أذى أى
منغفص, فقد استوجب ذلك آداباً ينبغي مراعاتها عند زيارة المريض كما يحدثنا هذا
الكتاب حتى تؤدي هذه الزيارة اهدافها المرجوة.

نأمل أن يحقق هذا الكتاب الفائدة المرجوة. وأن يكون مفيداً لقرّاء سلسلة
الثقافة الصحية.